عدن تتحرك لحماية أطفالها: حملة وطنية طارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال تنطلق من وزارة الصحة

– تقرير: فاطمة اليزيدي
في تحرك حاسم لمواجهة عودة مرض شلل الأطفال، شهدت العاصمة عدن صباح السبت الموافق 12 يوليو 2025 انطلاق الحملة الوطنية الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال، من مقر وزارة الصحة العامة والسكان في خور مكسر، وذلك ضمن حملة ميدانية واسعة تستمر حتى 14 يوليو الجاري، وتغطي كافة المحافظات المحررة، من منزل إلى منزل.
وأكدت مصادر طبية لـ”عدن 24″ أن الحملة تأتي استجابة لتسجيل حالات إصابة جديدة بالمرض، ما ينذر بعودة تفشيه بعد سنوات من السيطرة عليه، ويستدعي تحركاً عاجلاً لاحتوائه قبل اتساع نطاقه.
جهود وطنية ومسؤولية جماعية
بتنسيق وإشراف من وزارة الصحة العامة والسكان، أطلق مكتب الصحة بعدن هذه الحملة الاستباقية التي تهدف إلى تحصين الأطفال دون سن الخامسة. وقد دعت الجهات الصحية والمجتمع المدني كافة أولياء الأمور إلى التعاون الكامل مع فرق التطعيم، مؤكدة أن الوقاية هي خط الدفاع الأول لحماية الأطفال، وأن نجاح الحملة مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع.
تصريحات وكيل وزارة الصحة: الحملة تشمل أكثر من مليون طفل
وخلال تغطية “عدن 24” لانطلاق الحملة، التقى الفريق بوكيل وزارة الصحة الدكتور سالم الشبحي، الذي تحدث عن الاستعدادات المكثفة التي سبقت الحملة، مؤكداً أنها تشمل 120 مديرية وتستهدف تطعيم نحو 1,345,000 طفل، من خلال زيارة أكثر من مليون منزل.
وأوضح الشبحي أن هذه الحملة تأتي في ظل التحديات الصحية الناتجة عن النزوح الداخلي والتنقل السكاني من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تمنع حملات التحصين، مما ساهم في عودة ظهور المرض بعد سنوات من اختفائه.
تحديات صحية ناتجة عن النزوح وتراجع الدعم الدولي
وأشار الشبحي إلى أن تدفق النازحين من مناطق سيطرة الحوثيين يشكل ضغطاً إضافياً على القطاع الصحي في المحافظات المحررة، ويؤدي إلى انتقال الأمراض الوبائية، داعياً إلى ضبط الحركة بين مناطق الشمال والجنوب للحد من انتشار الأوبئة.
وأضاف أن القطاع الصحي يواجه تحديات أخرى، أبرزها تراجع دعم المانحين الدوليين، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واليونيسف، مشدداً على ضرورة استعادة وتكثيف هذا الدعم لضمان نجاح الحملات الصحية.
تجهيزات الحملة: أكثر من 13 ألف كادر صحي منتشرون ميدانياً
وأكد وكيل وزارة الصحة أن الاستعدادات اللوجستية شملت نشر أكثر من 13,000 كادر صحي مدرب في عموم المديريات، يحملون لقاحات مجانية وآمنة للأطفال دون سن الخامسة.
وأشار إلى أن الوزارة أطلقت أيضاً حملات لتحسين صحة الأم والوليد في عدن وتعز، وستبدأ حملة مماثلة في لحج وأبين ومأرب اعتباراً من 26 يوليو الجاري، ضمن خطة وطنية لتعزيز الرعاية الصحية الأساسية.
سلامة اللقاحات تحت الرقابة الدولية والمحلية
وفي ما يتعلق بسلامة اللقاحات، أكد فريق طبي لـ”عدن 24″ أن اللقاحات المستخدمة في الحملة خضعت لفحوصات مخبرية دقيقة أثبتت سلامتها، ولا تسبب أي أعراض جانبية خطيرة، لافتاً إلى وجود رقابة وإشراف مباشر من وزارة الصحة والمنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
توصيات ختامية: التعاون أساس النجاح
في ختام التقرير، تؤكد وزارة الصحة والمصادر الطبية أن مواجهة خطر شلل الأطفال يتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً متواصلاً من كافة الجهات المعنية، من خلال:
تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية اللقاحات.
توفير الدعم اللوجستي والدوائي للمرافق الصحية.
رفع الجاهزية في المستشفيات.
تفعيل آليات الرقابة الصحية.
ضمان استمرار الدعم الدولي والتمويل لحملات التحصين.
وتبقى الرسالة الأهم التي يوجهها الأطباء للمواطنين: “دعوا أطفالكم يتلقون اللقاح، فالوقاية خير من العلاج، وحياة أبنائنا لا تحتمل التأجيل

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024