الحقيقة نيوز - فضل القطيبي
الأربعاء الموافق ٢١/ ٥/ ٢٠٢٥م
رغم كل محاولات التآمر والضرب من تحت الطاولة، ورغم الحملات الإعلامية الممولة والمواقف السياسية المضطربة التي تستهدف النسيج الجنوبي، إلا أن أبناء الجنوب أثبتوا مجددًا أن وحدتهم أقوى من أي مؤامرة، وأن إرادتهم لن تُكسر مهما اشتدت العواصف.
لقد سعى خصوم الجنوب — سياسيًا وعسكريًا — إلى زرع الشكوك بين مكونات شعبه، ومحاولة شق الصفوف عبر استغلال الخلافات الصغيرة وتضخيمها، لكن الواقع الميداني والمواقف الوطنية الثابتة برهنت أن الجنوب ليس ساحة سهلة للاختراق، وأن اللحمة الجنوبية اليوم أشد تماسكًا وأكثر وعيًا من أي وقت مضى.
فالمجلس الانتقالي الجنوبي، ومعه القوى المجتمعية والعسكرية والأمنية، عمل على تثبيت الأمن وتوجيه البوصلة نحو الاستحقاقات الكبرى، في وقت حاولت فيه أطراف معادية للجنوب تشويه صورته وتفكيك نسيجه الداخلي. لكنهم فشلوا، لأنهم لم يدركوا أن الجنوب خرج من رحم المعاناة أقوى، ومن ميادين الكفاح أصلب، وأن أبناءه تعلموا من التاريخ ما يكفي ليكونوا أكثر حذرًا وإصرارًا.
الوحدة الجنوبية ليست شعارًا سياسيًا عابرًا، بل هي شعور راسخ في الوجدان الجمعي، وركيزة أساسية نحو استعادة الدولة الجنوبية المنشودة، دولة النظام والقانون والكرامة. وكل من راهن على كسر هذه الوحدة أو تفكيكها، ارتطم بجدار الوعي الشعبي وبإيمان الجنوبيين بقضيتهم، الذي لا تهزه العواصف ولا تغيره الضغوط.
لقد أسقط الجنوبيون، بموقفهم وثباتهم، كل المخططات التي كانت تهدف لخلق صراعات داخلية أو إشعال الفتن، وقدموا نموذجًا يُحتذى به في الصمود والتكاتف. واليوم، أصبح واضحًا أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو مستقبله، موحدًا بمشروعه الوطني، وراسخًا على أرضه التي رواها شهداؤه بدمائهم.
ختامًا، نقول: سقطت رهانات الأعداء، وبقي الجنوب شامخًا بوحدته، أقوى بإرادة شعبه، وواصلًا طريقه نحو الاستقلال والكرامة، رغم أنف الحاقدين والمتربصين.