( الحقيقة نيوز) بقلم / فضل القطيبي
شهدت محافظة الضالع، في هذا اليوم الاثنين الموافق ١٣ اكتوبر ٢٠٢٥م ، فعالية جماهيرية استثنائية، كشفت بما لا يدع مجالًا للشك عن عمق الالتفاف الشعبي حول الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وأكدت مجددًا أنه الرجل الأول الجدير بقيادة الجنوب في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه.
ما ميّز هذه الفعالية لم يكن حجم الحشود فحسب، رغم ضخامتها اللافتة، بل الرمزية السياسية والوطنية للمكان والتوقيت. فقد اختار الرئيس الزبيدي أن تُقام هذه الفعالية في أقرب نقطة من خطوط التماس المشتعلة على امتداد الشريط الحدودي، حيث لا يفصلها عن جبهات المواجهة سوى بضع كيلومترات، في رسالة واضحة لا لبس فيها: القيادة ليست مجرد موقع سياسي، بل موقف وشجاعة واصطفاف ميداني إلى جانب المقاتلين والمرابطين في خنادق الدفاع عن الجنوب.
لقد عكست هذه الفعالية شجاعة الرئيس الزبيدي وثقته الكبيرة بنفسه وبقضيته، إذ لم يتردد في الحضور إلى منطقة متقدمة، وهو يعلم أن ما يحمله من رمزية وطنية يجعل منه هدفًا لكل من يعادي تطلعات شعب الجنوب. إلا أن حضوره لم يكن استعراضًا، بل امتدادًا طبيعيًا لقائد ظل على مدى سنوات في مقدمة الصفوف، من عدن إلى الضالع، ومن الضالع إلى شبوة، مرورًا بكل ساحات الجنوب.
ولا يمكن قراءة هذه الفعالية بمعزل عن البعد الرمزي لمحافظة الضالع، التي كانت وما زالت معقلًا من معاقل النضال الجنوبي، ودرعًا صلبًا في مواجهة كل محاولات النيل من مشروع استعادة الدولة. وقد كان مشهد الجماهير المحتشدة بمثابة تجديد للعهد مع هذا المشروع، واصطفاف شعبي واسع خلف قيادته السياسية والعسكرية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه القائد عيدروس الزبيدي.
لقد كانت هذه الفعالية تعبيرًا عن لحظة استثنائية التقت فيها الإرادة الشعبية بالثقة السياسية، في مشهد جمع بين الزخم الجماهيري والقيادة الحاضرة في الميدان، ليعكس صورة الجنوب القوي، المتماسك، والمقبل على استحقاقات كبيرة داخليًا وخارجيًا. إنها لحظة تؤكد أن الجنوب لا تنقصه القيادة، بل الإرادة الدولية لتمكين هذا الشعب من حقه المشروع في تقرير مصيره.
الضالع لم تكن فقط مكانًا لفعالية جماهيرية، بل كانت منصة لإرسال رسائل سياسية وعسكرية وإنسانية، تقول للعالم إن الجنوب موحد بقيادته، صامد برجاله، وماضٍ بثقة نحو المستقبل. وقد كان حضور الرئيس عيدروس الزبيدي في هذا التوقيت والمكان، بمثابة تجديد للثقة، وتأكيد على أن القائد الذي وُلد من رحم المعاناة والنضال، لا يزال على العهد، في قلب المعركة، ومعه جماهير الجنوب في كل الساحات.