( الحقيقة نيوز) بقلم - فضل القطيبي
السبت الموافق ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥م
تتكشف بين سطور مقالات بعض كُتّاب الشمال حقيقة موجعة لا يستطيعون إخفاءها مهما حاولوا، وهي إدراكهم العميق بأن الجنوب لم يعد كما كان بالأمس، بل أصبح اليوم لاعباً أساسياً في المعادلة، يمتلك قراره وإرادته، ويخط مساره السياسي بثبات وثقة.
لقد استطاع الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي أن يرسّخ شراكة سياسية وقانونية غير مسبوقة، منح من خلالها الجنوب مكانة ندٍّ متكافئ داخل دوائر القرار العربي والإقليمي والدولي، بعد أن كان يُنظر إليه لعقود طويلة كطرف مُغيّب أو تابع. هذه النقلة النوعية لم تأتِ من فراغ، بل من تضحيات جسام، ورؤية واضحة للجنوب كقضية سياسية عادلة، ومنهج متكامل لبناء الشراكات على أساس الندية والاحترام المتبادل.
أمام هذه التحولات الكبرى، يرتفع ضجيج الخصوم، في محاولة يائسة لحجب الحقائق. غير أن هذا الضجيج لا يعدو كونه أصوات مركب يتهاوى، وكلما علا صراخهم، كان البرهان أوضح على قوة الجنوب وصوابية مساره.
إن الجنوب اليوم لا يفرض نفسه كشريكٍ عابر أو ظرفي، بل كقوة سياسية وشعبية صلبة، ستحدد إيقاع المرحلة القادمة، وتعيد صياغة معادلات الشراكة، انطلاقاً من بوابة العاصمة عدن.
ومن هنا، فإن مستقبل اليمن والمنطقة لا يمكن أن يُبنى إلا بالاعتراف بمكانة الجنوب ودوره المحوري، الذي بات حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها أو تجاوزها.
