بقلم - فضل القطيبي
مدير تحرير صحيفة الحقيقة نيوز - عدن
شكلت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالرئيس محمد بن زايد نموذجًا بارزًا في تقديم الدعم للمحافظات الجنوبية على مختلف المستويات، حيث لم يقتصر دورها على الجانب العسكري فحسب، بل شمل الجوانب الإنسانية والخدمية والتنموية، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين وأسهم في تعزيز الأمن والاستقرار.
منذ بداية تدخلها ضمن قوات التحالف العربي، حرصت الإمارات على بناء قدرات القوات الجنوبية من خلال التدريب والتأهيل وتزويدها بالمعدات العسكرية واللوجستية، وهو ما مكّنها من تحقيق انتصارات كبيرة ضد مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية في أبين وشبوة وحضرموت. كما كان لها دور فاعل في تثبيت الأمن داخل العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، وضمان أمن خطوط الملاحة البحرية الاستراتيجية.
وفي الجانب الإنساني، لعبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الغذائية والإغاثية للأسر المتضررة من الحرب والكوارث الطبيعية، إلى جانب إعادة تشغيل المرافق الصحية والمستشفيات وتزويدها بالأجهزة والأدوية الضرورية، مما أسهم في التخفيف من معاناة المواطنين.
كما كان لدولة الإمارات بصمة واضحة في إعادة تأهيل البنية التحتية، من خلال إعادة بناء المدارس وترميمها، وإنشاء مشاريع الطاقة الكهربائية، بما فيها محطات تعمل بالطاقة الشمسية في شبوة وسقطرى، بالإضافة إلى تحسين شبكات المياه والطرق الحيوية. وفي سقطرى بشكل خاص، أنجزت الإمارات مشاريع نوعية في المطارات والموانئ والخدمات الأساسية، عززت من مكانة الأرخبيل كمنطقة استراتيجية.
إن الدور الإماراتي في الجنوب لم يكن مرحليًا، بل جاء ضمن رؤية شاملة تهدف إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، ودعم المؤسسات المحلية، وتمكين المجتمع من تجاوز آثار الحرب وبناء مستقبل أفضل. وهذا الدعم المستمر يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط الجنوب بدولة الإمارات، ويؤكد مكانتها كشريك استراتيجي حقيقي في مسيرة البناء والتنمية.