تقرير: فاطمة اليزيدي :
يشهد الجنوب حالة من الارتياح الشعبي المتصاعد، بعد سنوات من الضغوط المعيشية والانهيار الاقتصادي المتراكم. هذا التحسّن لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة مباشرة لقرارات حاسمة اتخذتها القيادة الجنوبية، وفي مقدمتها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، والتي أسهمت في كبح تدهور سعر الصرف واستعادة قدر من الاستقرار في الأسواق، إلى جانب محاصرة الفساد والمضاربة.
ويؤكد مراقبون أن الاقتصاد الجنوبي بات يُعد جبهة نضالية موازية لجبهات التحرير، فيما تُعد هذه التحولات بداية حقيقية لمرحلة جديدة من الأمل، تقود الجنوب من حالة الاستنزاف نحو مسار التعافي والبناء.
ويرى محللون وسياسيون جنوبيون أن العاصمة عدن مرشحة لاستعادة مكانتها القيادية في مختلف القطاعات، من خلال تنفيذ أجندات هادفة تعمل على تحسين الخدمات وتصحيح الأوضاع المعيشية، وتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من المضي بثقة نحو استعادة الدولة الجنوبية المنشودة.
عيدروس الزُبيدي.. قائد التعافي الاقتصادي ومهندس المرحلة
في ظل أزمات اقتصادية مركّبة ومفتعلة تستهدف الجنوب، تبرز أهمية التكاتف الشعبي حول المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي. هذا الالتفاف لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج ثقة متراكمة أسستها القيادة الجنوبية عبر مواقفها الصلبة وتحركاتها الفاعلة وإدارتها الحكيمة في أوقات عصيبة.
ويؤكد مراقبون أن المرحلة الحالية تتطلب يقظة جماهيرية واصطفافًا وطنيًا قويًا خلف الرئيس الزُبيدي، الذي اختار طريق الفعل والعمل بدلاً من الشعارات، ليقود الجنوب نحو الخروج من عنق الزجاجة.
لا مكان للتلاعب بالأسعار.. الجنوب يرفض استغلال الجوع
أعرب ناشطون جنوبيون عن رفضهم القاطع لممارسات بعض التجار الجشعين الذين يواصلون التلاعب بالأسعار رغم تعافي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية. وأكدوا أن الجنوب مقبل على مرحلة اقتصادية جديدة تقوم على التنمية والاستثمار وتحسين حياة المواطنين.
وأشادوا بدور الأجهزة الرقابية في ضبط الأسواق والحد من محاولات الإضرار بالعملة، مشددين على أن الإجراءات الحالية تهدف إلى حماية المستهلك الجنوبي دون المساس بالتجارة الشريفة، مع التحذير من أن أبناء الجنوب لن يقبلوا بأي شكل من أشكال العبث بقوتهم اليومي.
في مواجهة الحصار الاقتصادي والحرب الخدمية
ثمّن ناشطون جنوبيون صمود أبناء الجنوب في وجه الحرب الاقتصادية والحصار الخدمي الذي تفرضه قوى صنعاء بمكونيها الحوثي والإخواني، مؤكدين أن الجنوبيين واجهوا تلك الحروب بأعلى درجات التضامن والتكاتف الوطني.
وشددوا على أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو استعادة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة، بعيدًا عن منظومة صنعاء الإدارية والسياسية والاقتصادية، مشيرين إلى قدرة الجنوب على إدارة شؤونه الاقتصادية بكفاءة واستقلال.
معركة الاقتصاد.. تتطلب وعياً شعبياً ووحدة وطنية
التحسن الاقتصادي النسبي الذي يعيشه الجنوب اليوم يمثل بداية حقيقية لمرحلة جديدة من التعافي، تستند إلى رؤية وطنية وإرادة سياسية صلبة جسّدها الرئيس الزُبيدي. وقد عبّر المواطنون عن ارتياحهم لهذه التغيرات، معتبرين أن تحسّن المعيشة يعيد الثقة بالقيادة ويعزز التفاؤل بالمستقبل.
ويؤكد سياسيون أن أبناء الجنوب هم خط الدفاع الأول في معركة الاقتصاد، الأمر الذي يتطلب وعياً شعبياً متقدماً واصطفافاً وطنياً شاملاً. ويقول أحدهم: “حين تتحدث النتائج.. تصمت الدعايات، ويسقط المرجفون”.
السياسيون الجنوبيون: قوت الشعب خط أحمر
وجه سياسيون جنوبيون رسالة واضحة، شددوا فيها على ضرورة الاصطفاف خلف قرارات المجلس الانتقالي لمواجهة جشع المحتكرين، خصوصًا أولئك الذين يتعاملون مع الغذاء كسلاح لابتزاز المواطن.
وفي هذا السياق، قال الناشط والإعلامي عمر عرم: “الإجراءات الحاسمة التي يقودها الرئيس الزُبيدي أسهمت بشكل كبير في تعزيز قيمة العملة وتحسين الوضع الاقتصادي، وهو ما انعكس إيجاباً على حياة المواطنين”.
أما الناشط فريد الدويل باراس، فأكد أن “كل قرار لضبط السوق هو خطوة في بناء دولة العدالة والكرامة، وكل تاجر يلتزم بالقانون يستحق الدعم”.
من جهتها، دعت الإعلامية هند العمودي المواطنين إلى عدم الصمت تجاه التلاعب بقوتهم، مؤكدة أن “الصمت تمكينٌ للمحتكرين، والموقف الشعبي هو الحصن الحقيقي لكرامة المواطن”.
وأكد الناشط علي خالد أن “الأمن الاقتصادي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الجنوبي”، محذرًا من أن قوى صنعاء، بعد فشلها في النيل من الجنوب عسكريًا، اتجهت نحو شن حرب اقتصادية وخدمية، مشيرًا إلى أن الجنوب يواجهها بالوعي، والقرارات الجريئة، ووحدة الصف.
معركة معيشية صامتة.. لا تقل شراسة عن الحرب العسكرية
تشهد عدن اليوم حراكًا سياسيًا واقتصاديًا يعيد لها دورها الريادي، في إطار جهود وطنية تهدف إلى إنعاش الاقتصاد وانتشال الأوضاع المعيشية المتدهورة جراء انهيار العملة وحرب الخدمات التي طالت المواطن الجنوبي بشكل مباشر.
ختامًا، فإن التحركات الاقتصادية بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي تُعد معركة حقيقية لإنقاذ المواطن من دوامة الأزمات، وتجسد الانتقال إلى مرحلة جديدة في مسار بناء دولة الجنوب، باستقلال القرار الاقتصادي والسياسي على السواء