الرئيس الزُبيدي... مهندس الدولة الجنوبية القادمة وصمام امانها.

الحقيقة نيوز - بقلم: فضل القطيبي
مدير تحرير صحيفة الحقيقة نيوز

في خضم مشهد سياسي معقد، ووسط تحديات داخلية وضغوط إقليمية ودولية، برز اسم الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي كأحد أبرز القادة الجنوبيين الذين رسموا ملامح مرحلة جديدة لشعب الجنوب، قائمة على الثبات الوطني، والعمل المؤسسي، والتحرك الواعي تجاه العالم.

منذ توليه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، واجه الزُبيدي طريقًا مليئًا بالعراقيل، بدءًا من الحروب السياسية والإعلامية، مرورًا بمحاولات التهميش، وانتهاءً بالمواجهات مع قوى تحاول طمس هوية الجنوب ومصادرة إرادة شعبه. ومع ذلك، مضى القائد الزُبيدي بخطى ثابتة، متكئًا على إرادة جماهيرية صلبة، وحلم وطني لا يتزحزح.

بناء مؤسسات الدولة من قلب الركام

استطاع الزُبيدي، رغم هشاشة الوضع العام وانهيار الدولة اليمنية، أن يُحدث فارقًا ملموسًا في المحافظات الجنوبية من خلال إنشاء مؤسسات مدنية وعسكرية تمثل نواة الدولة الجنوبية المنشودة. فالمجلس الانتقالي لم يكن مجرد كيان سياسي، بل تحول إلى هيكل إداري وأمني ومجتمعي، يعيد للجنوب كيانه الذي سُلب لسنوات.

وضع الزُبيدي نصب عينيه إعادة بناء مؤسسات الجنوب بطريقة عصرية، قائمة على الكفاءة والانضباط، وليست مجرد رد فعل مؤقت للأزمة، بل مشروع وطني ممتد يوازي طموحات أبناء الجنوب في التحرر وبناء وطن يليق بتضحياتهم.

علاقات إقليمية ودولية راسخة

أدرك الزُبيدي منذ وقت مبكر أن المعركة السياسية لا تُخاض بالبندقية فقط، بل بالحضور الدولي والنفوذ الدبلوماسي. فعمل على توسيع علاقات الجنوب مع الأشقاء في دول التحالف العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الانفتاح على المجتمع الدولي، والمنظمات الأممية، وصنّاع القرار في العواصم الكبرى.

لقد نجح الرئيس الزُبيدي في تحويل القضية الجنوبية من ملف منسي إلى قضية مطروحة على طاولات الحوار والنقاش في الأمم المتحدة والعواصم الكبرى، بما يعكس قدرته على حمل أمانة القضية وتمثيلها بأعلى المستويات.

جيش جنوبي وأمن مستقر

واحدة من أبرز إنجازات الزُبيدي تمثلت في إعادة بناء الجيش الجنوبي على أسس مهنية ووطنية، بعيدًا عن الولاءات الحزبية والطائفية. فقد تم تأسيس قوات جنوبية محترفة، أثبتت كفاءتها في ميادين القتال، وفي التصدي للتنظيمات الإرهابية، وحماية المدن والمواطنين.

وفي ملف مكافحة الإرهاب، برزت القوات الجنوبية، بدعم وتوجيه مباشر من القيادة الجنوبية، كقوة صلبة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، لا سيما في أبين وشبوة ولحج، وقدمت نموذجًا يحتذى به في مكافحة التطرف والجريمة المنظمة.

ختامًا:

الرئيس الزُبيدي لم يكن زعيمًا تقليديًا، بل قائدًا ميدانيًا وسياسيًا، استطاع أن يجمع بين السلاح والدبلوماسية، بين الحلم الوطني والعقلانية السياسية، بين المطالبة بالحقوق والعمل على الأرض.
اليوم، الجنوب أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة دولته، ليس بالشعارات، بل بعمل دؤوب، ومؤسسات قوية، وقائد آمن بشعبه، فبادله الشعب الولاء والدعم.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024