تعرضت طائرة تابعة لشركة تاركو للطيران لعطل فني مفاجئ صباح الجمعة أثناء استعدادها للإقلاع من مطار بورتسودان الدولي متجهة إلى مدينة كسلا شرقي السودان، في حادثة أثارت جدلًا واسعًا حول ظروف التشغيل والسلامة الجوية في ظل الأوضاع المناخية المتقلبة التي تشهدها المنطقة.
وبحسب مصادر ملاحية في مطار بورتسودان، فإن الطائرة اصطدمت بأحد أعمدة الإنارة الأرضية داخل المطار، ما أدى إلى تعطل جزئي في أنظمة التشغيل، قبل أن يتمكن الطاقم من السيطرة على الموقف دون تسجيل أي إصابات بين الركاب أو أضرار جسيمة في هيكل الطائرة. وأكدت المصادر أن الحادث لم يؤثر على حركة الملاحة الجوية، حيث استقبل المطار رحلات أخرى خلال أقل من نصف ساعة من وقوع الحادث.
من جهته، نفى مصدر في شركة تاركو للطيران، فضل عدم الكشف عن هويته، صحة الأنباء المتداولة بشأن تعرض الطائرة لعطل أثناء تحليقها في الجو، مؤكدًا أن العطل وقع قبل الإقلاع، وأن جميع الركاب والطاقم بخير. ودعا المصدر إلى ضرورة تحري الدقة في تداول المعلومات، محذرًا من تأثير الشائعات على سمعة قطاع الطيران في السودان، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.
وفي بيان لاحق، أوضحت إدارة العمليات بمطار بورتسودان الدولي أن الطائرة عادت إلى المطار احترازيًا بعد دقائق من الإقلاع، نتيجة رياح جانبية قوية أثرت على استقرارها، مؤكدة أن الهبوط تم بسلام، وأن التنسيق جارٍ لترتيب رحلات بديلة للركاب.
وتزامن هذا الحادث مع تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار بورتسودان يوم الأربعاء 9 يوليو، بسبب عاصفة ترابية شديدة ضربت مناطق واسعة من ولاية البحر الأحمر، وتسببت في تدني مستوى الرؤية إلى مستويات غير آمنة للطيران المدني.
وفي تعليق فني، قال حاتم عدوي، المتحدث السابق باسم الطيران المدني،وفق منصة الترا سودان إن الأعطال المفاجئة في الطائرات تُعد ظاهرة شائعة ولا تشكل تهديدًا كبيرًا للسلامة، مشيرًا إلى أن جميع الرحلات تخضع لمعايير أمان عالمية صارمة، وأن أي خلل كبير يؤدي إلى إلغاء الرحلة فورًا. ورجّح عدوي أن تكون الظروف الجوية القاسية، وعلى رأسها العاصفة الترابية، سببًا مباشرًا في العطل الفني الذي واجهته الطائرة، نظرًا لتأثيرها على الأجهزة الحساسة.
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بأن الطائرة واجهت اضطرابات جوية شديدة بعد وقت قصير من إقلاعها، ما أدى إلى سقوط أجزاء من السقف الداخلي للطائرة، في رواية لم تؤكدها الشركة رسميًا حتى الآن
