"الوطن لا يُباع.. ومن يفرط فيه يموت بلا شرف".

الحقيقة نيوز - بقلم / فضل القطيبي 
الاحد الموافق ٦/ ٧/ ٢٠٢٥م

في عالم باتت تحكمه المصالح، وتُشترى فيه المواقف وتُباع فيه المبادئ، يظل الوطن هو الشيء الوحيد الذي لا يُقَدَّر بثمن، ولا يمكن أن يكون سلعة في سوق الخيانات.

هناك من باعوا أوطانهم بثمنٍ بخس، ظنًا أن المشترين سيصنعون لهم مجدًا، أو يحفظون لهم كرامة. لكن الحقيقة المرّة التي كشفتها تجارب التاريخ ووقائع الحاضر أن من يبيع وطنه، يموت على يد من اشتراه… بلا كرامة، بلا أرض، وبلا مستقبل.

الوطن ليس فندقًا نغادره إذا لم يعجبنا، وليس تذكرة سفر نختار وجهتها.
الوطن دماء الشهداء، وتضحيات الأحرار، وآهات الأمهات، وصبر الشعوب التي ما زالت تناضل من أجل أن تحيا بكرامة على ترابه.

كل شيء في هذه الدنيا يُباع ويُشترى... إلا الوطن، فهو لا يُشترى إلا بالدم، ولا يُباع إلا بالخيانة.
من يفرط في سيادة وطنه لأجل مكسب سياسي، أو فتات منصب، أو وعد زائف من عدو، فقد خسر كل شيء، حتى إن بدا منتصرًا للحظة.

إن من يعيش على خيانة الوطن، يموت غريبًا، منبوذًا، مطرودًا حتى من ذاكرة الناس. أما أولئك الذين يدافعون عنه، ويضحّون من أجله، فهم وحدهم من يسكنون في وجدان الأمة، ويُكتب اسمهم في صفحات المجد.

إننا اليوم أحوج ما نكون إلى استحضار معنى الوطن الحقيقي، وإلى فرز الصفوف بين الأوفياء والخونة، بين من يحملون البندقية لحمايته، ومن يتآمرون لبيعه.
فالدماء التي سُكبت على ترابه ليست ماءً، والرايات التي رُفعت على سواحله وجباله لم تُرفع عبثًا.

ختامًا:
حذارِ من أن نمنح الخونة شرعية، أو نُسكت عنهم بدعوى السياسة. فالثمن سيكون أكبر مما نتوقع… وسيكون الوطن هو الضحية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024