نفّذت إسرائيل ضربات ضد إيران أسفرت عن مقتل عدد من كبار علمائها النوويين وألحقت أضرارا بمنشآتها النووية، فيما تسببت الصواريخ الإيرانية بدمار هائل في تل أبيب وحيفا.
وفي ظل تبادل الضربات بين الطرفين، يُعتقد أن التدمير الكامل لقدرة إيران على إنتاج اليورانيوم المخصب لدرجة تصنيع الأسلحة لا يزال بعيد المنال، ما لم توافق الولايات المتحدة على المساعدة، وفق شبكة "CBS News".
ولا تزال منشأة رئيسية واحدة على الأقل لتخصيب اليورانيوم، وهي منشأة "فوردو"، سالمة حتى الآن. وتقع هذه المنشأة على عمق 300 قدم تحت جبل، وتحميها دفاعات جوية متطورة، ويقول خبراء عسكريون أنها أساسية في البرنامج النووي الإيراني. ويزعم خبراء منع الانتشار النووي إن إيران "حاولت فيها تخصيب اليورانيوم لأغراض تسليحية وتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب"، فيما تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي وأن السلاح النووي ليس ضمن عقيدتها.
وفقا لـ CBS News، قد تكون أفضل فرصة لإسرائيل لتدمير منشأة فوردو هي عبر قنبلة أمريكية الصنع ثقيلة للغاية لا يمكن إسقاطها إلا بواسطة طائرة أمريكية. وفي جلسة استماع يوم الأربعاء، أثارت السيناتورة الديمقراطية الأمريكية جين شاهين من ولاية نيوهامبشير هذا الموضوع مع وزير الدفاع بيت هيغسيث.
وصرحت بالقول: "يُقال إن الرئيس يطلب منه النظر في إمكانية توفير قنبلة مخصصة لاختراق التحصينات، لا يمكن حملها إلا بطائرة B-2، وستتطلب طيارا أمريكيا"، وسألت هيغسيث عما إذا كان طُلب منه تقديم خيارات للرئيس ترامب بشأن ضربات في الشرق الأوسط. لكنه امتنع عن الرد.
ووفقا لتقارير CBS News، فإن ترامب يفكر في الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي ضد إيران، وقد وافق يوم الثلاثاء على خطط للهجوم، لكنه لم يتخذ القرار النهائي بعد. وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن الرئيس سيتخذ قرارا بشأن ما إذا كان سيأمر بشن ضربة خلال الأسبوعين المقبلين. وأفادت مصادر لـCBS News بأن الرئيس ناقش التفاصيل اللوجستية لاستخدام قنابل مخصصة لاختراق التحصينات، في أثناء تقييمه ما إذا كان سيتدخل في الصراع بين إيران وإسرائيل.
قنبلة MOP – القنبلة الخارقة للتحصينات
القنبلة التي أشارت إليها شاهين تُعرف باسم GBU-57 أو "قنبلة الاختراق الضخمة" (Massive Ordnance Penetrator - MOP). وهي مصممة لضرب "المنشآت المدفونة عميقا والتحصينات والأنفاق"، بحسب سلاح الجو الأمريكي. وتُوجَّه القنبلة عبر نظام تحديد المواقع العسكري (GPS)، وتهدف إلى الوصول إلى أهداف محمية جيدًا وتدميرها.
يبلغ طول القنبلة نحو 20.5 قدمًا، وقطرها 31.5 بوصة، وتزن قرابة 30,000 رطل، من ضمنها نحو 5,300 رطل من المواد المتفجرة. ووفقا لسلاح الجو، فإن قوة القنبلة التفجيرية تفوق بعشر مرات سابقتها BLU-109.
وهي مصممة لاختراق حتى 200 قدم تحت الأرض قبل أن تنفجر. ورأسها الحربي مغلف بسبيكة فولاذية عالية الأداء، تتيح لها حمل حمولة متفجرة كبيرة مع الحفاظ على تماسك الغلاف أثناء الاصطدام، وفقًا لورقة معلومات من سلاح الجو.
طوّرت شركة بوينغ القنبلة GBU-57، واعتبارا من عام 2015، كانت الشركة قد تعاقدت لإنتاج 20 قنبلة منها، بحسب سلاح الجو.
وبسبب وزنها الكبير — إذ هي أثقل قنبلة أنتجتها الولايات المتحدة — فإن طائرة "B-2 Spirit" هي الطائرة الوحيدة حاليًا في سلاح الجو الأمريكي القادرة على حملها وإطلاقها.
أحد أبرز خصائص طائرة B-2 Spirit قدرتها على التخفي — إذ تستطيع تجاوز الدفاعات الجوية والوصول إلى أهداف محصنة بشدة. وتتميز بكفاءة أيروديناميكية، ويمكن لمقصورات الأسلحة الداخلية فيها أن تحمل قنبلتين من طراز GBU-57.
وبحسب سلاح الجو، فإن "تقنيات التخفي" التي تتمتع بها B-2 تمنحها "حرية حركة كبيرة على ارتفاعات عالية". وهي مبنية بمزيج من تقنيات تقليل الانبعاثات تحت الحمراء والصوتية والكهرومغناطيسية والبصرية والرادارية. وهذه الميزات، إلى جانب المواد المركبة والطلاءات الخاصة وتصميم الأجنحة وعمليات سرية أخرى، تجعل من الصعب حتى على أكثر أنظمة الدفاع تطورا اكتشاف الطائرة أو تتبعها.
يبلغ مداها حوالي 6,000 ميل بحري دون التزود بالوقود.
قامت الطائرة بأول رحلة لها عام 1989 في كاليفورنيا، أما الآن، فإن قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري هي القاعدة الوحيدة التي تستضيف طائرات B-2. وقد استخدمت في ضربات جوية خلال حرب كوسوفو، وأفغانستان، والعراق. وتعد شركة نورثروب غرومان المقاول الرئيسي لطائرة B-2.
على مدار سنوات، دعا بعض المشرّعين وخبراء الدفاع إلى أن تقدم الولايات المتحدة قنابل GBU-57 لإسرائيل وطائرات قادرة على حملها، إلا أن الفكرة تثير الجدل، إذ يرى منتقدون أن هذه الخطوة ستكون استفزازية.
المصدر: CBS News