تمثل فعاليات الجاليات الجنوبية في واشنطن، ضمن "أيام مناصرة شعب الجنوب"، منصة استراتيجية لنقل الرسائل السياسية والأمنية الحاسمة إلى صناع القرار في الولايات المتحدة.
يأتي ذلك في ظل ما يشهده الجنوب من تهديدات متصاعدة تقودها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
تركز الفعالية، في أحد أبرز محاورها، على التحذير من التهديد الوجودي الذي يواجهه الجنوب، سواء عبر الاستهداف العسكري أو عبر أدوات الفوضى التي تديرها هذه الجماعة خدمة لأجندات توسعية خطيرة تتجاوز النطاق المحلي لتطال أمن البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية.
وفي هذا السياق، يوجّه ممثلو الجاليات الجنوبية رسائل واضحة إلى الكونغرس الأمريكي تطالبه بالتحرك الفوري لفرض عقوبات اقتصادية مركزة وفعالة على قيادات ميليشيا الحوثي، واعتبارهم فاعلين إرهابيين يعطلون مسارات السلام ويقوضون استقرار المنطقة.
كما يتم تقديم وثائق وبيانات تحليلية تثبت ضلوع الجماعة في تنفيذ هجمات مباشرة تستهدف البنية التحتية في الجنوب، وتهدد الممرات البحرية الدولية، وهو ما ينعكس على الأمن القومي الأمريكي بشكل غير مباشر.
في الوقت نفسه، تتناول الفعالية أبعاد التنسيق الأمني المطلوب مع الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، وخاصة في دول الخليج العربي والقرن الأفريقي، وضرورة دعم جهود وقف الإمدادات العسكرية والتقنية التي تصل إلى الحوثيين عبر شبكات التهريب، والتي تغذي قدرتهم على مواصلة الهجمات العابرة للحدود.
في حين يمثل الصمت أو التراخي في هذا الملف إلى مزيد من التصعيد، وسيفتح الباب أمام إيران لتعزيز نفوذها التخريبي في واحدة من أهم المناطق الجيوسياسية في العالم.
الفعاليات تؤكد بوضوح أن الجنوب اليوم يمثل خط الدفاع الأول في وجه مشروع الحوثي – الإيراني، وأن دعم الجنوب في هذه المواجهة لا يجب أن يكون سياسياً فقط، بل يجب أن يتجسد عبر دعم القدرات الدفاعية، والمعلوماتية، وتعزيز الغطاء القانوني لملاحقة قادة هذه الجماعة دولياً.
وقد تم توجيه رسالة إلى مراكز القرار الأمريكي بأن تجاهل التهديد الحوثي لن يترك الجنوب وحده في مهب العاصفة فحسب، بل سيؤدي إلى تداعيات تتجاوز الحدود المحلية، عبر زعزعة أمن الممرات البحرية، وتهديد المصالح الأمريكية المباشرة في المنطقة، من خلال خلق بيئة خصبة لنمو الإرهاب وتعقيد جهود مكافحة التطرف.
من أبرز محاور الفعالية أيضًا التأكيد على أهمية بناء تحالف أمني تنموي طويل الأمد مع الجنوب، على قاعدة الشراكة لا الوصاية، بما يعزز الاستقرار، ويمنع عودة قوى العنف والفوضى، ويوفر بيئة مناسبة لتنمية مستدامة تحصّن المجتمعات من الاختراقات المتطرفة.
وبالتالي ترسخ فعالية الجاليات الجنوبية في واشنطن معادلة مفادها أن أمن الجنوب ليس شأناً محلياً فحسب، بل جزء لا يتجزأ من معركة إقليمية كبرى ضد وكلاء إيران، وأن الجنوب شريك فاعل في هذه المواجهة، يحتاج إلى دعم دولي حقيقي يُترجم إلى مواقف سياسية واضحة، وخطوات عملية لردع أدوات الإرهاب الحوثي ومنع تصدير الفوضى