تقرير خاص: الجنوب يواجه حملات التضليل بوعي جماهيري متقد

عدن 24 | تقرير: فاطمة اليزيدي:
يُطرح اليوم سؤال محوري: هل يمكن أن يثق شعبٌ بقيادة تتخبط في تناقضاتها وتضحّي بمصالح الوطن في محافل دبلوماسية جوفاء؟ أم أن ما نشهده هو إعلان إفلاس أخلاقي وسياسي للحكومة الشرعية؟
أزمات مفتعلة.. وأهداف مكشوفة
ما يتعرض له الجنوب اليوم ليس نتاج صدفة أو سوء إدارة، بل هو انعكاس لاستراتيجية ممنهجة تستهدف إرغام الشعب الجنوبي والمجلس الانتقالي على القبول بتسويات سياسية تتناقض مع تطلعاتهم في استعادة الدولة الجنوبية ذات السيادة.
“حرب الخدمات” التي تُمارس على شعب الجنوب، لا تعدو كونها وسيلة ضغط لإجباره على التخلي عن قضيته العادلة. انقطاعات الكهرباء، تدهور العملة، وتردي الخدمات الأساسية، كلها أدوات تُستخدم لكسر إرادة الجنوبيين.
محاولات لإضعاف الانتقالي عبر استهداف الشعب
أكدت مصادر مطلعة لعدن 24 أن هناك تحركات حثيثة لإغراق عدن في فوضى خدمية مفتعلة، وصلت إلى حد تزويد محطات الكهرباء بوقود مغشوش. كما يتم الترويج لمكونات جنوبية وهمية، هدفها تمرير صفقات مشبوهة تعود أرباحها إلى مليشيا الحوثي، على حساب الشعب الجنوبي وموارده.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن تلك المؤامرات تهدف إلى تحميل المجلس الانتقالي مسؤولية تدهور الأوضاع، ودفع الشارع للتمرد عليه، تمهيدًا لإضعافه سياسيًا وتسليم الجنوب لقوى إقليمية عبر أدوات داخلية مصطنعة.
لكنها أكدت في المقابل، أن الكرة اليوم في ملعب الشعب، الذي عليه أن يُفشل تلك المخططات بالثبات والاصطفاف حول المجلس الانتقالي، الحامل الحقيقي لمشروع الدولة الجنوبية المستقلة.
رسالة إلى أبناء الجنوب: لا تكونوا أدوات في يد خصوم الوطن
سياسيون جنوبيون شددوا في تصريحات لعدن 24 على أهمية إدراك الجنوبيين لحجم المعركة الحالية، معتبرين أن فقدان الوطن يعني فقدان الكرامة والوجود ذاته. وحذروا من الانسياق خلف إعلام مضلل يدّعي تبني قضايا الناس، بينما يعمل فعليًا على تحويل الجنوب إلى ساحة نفوذ لأعدائه.
ودعوا أبناء الجنوب إلى عدم الانجرار خلف حملات التشويه التي تستهدف المجلس الانتقالي وقياداته، مؤكدين أن العدو لا يميز بين جنوبي وآخر، بل يرى في الجميع خصومًا لمشاريعه التوسعية.
الصبر والصمود.. سلاح الجنوبيين في مواجهة المؤامرات
ناشطون جنوبيون أشاروا إلى أن بعض الأطراف المعادية تستغل الظروف الاقتصادية لإشعال الفوضى، في محاولة لتقويض الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي. لكنهم أكدوا أن صبر أبناء الجنوب وثباتهم على مبادئ قضيتهم يُفقد تلك المؤامرات فاعليتها.
كما أشاروا إلى أن المجلس الانتقالي، بدعم شعبي واسع، لن يسمح بمصادرة موارد الجنوب أو نهبها، مهما بلغت التضحيات.
التدخلات الإقليمية.. وأوراق الضغط الخفية
يرى مراقبون جنوبيون أن ما يحدث في عدن ليس معزولًا عن سياق إقليمي أوسع، بل إن بعض القوى الإقليمية تستخدم ورقة “الخدمات” كورقة ضغط سياسي لإعادة تشكيل المواقف الجنوبية، أو فرض حلول لا تلبي تطلعات الجنوبيين.
ويحمل الشارع الجنوبي تلك القوى مسؤولية ما يجري، معتبرًا أن المواطن هو من يدفع ثمن تلك السياسات في ظل انعدام الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.
معركة وجود لا مجال فيها للحياد
الحرب المعلنة على الجنوب، بما فيها استهداف الأجهزة الأمنية والخدمات، هي جزء من معركة أوسع تهدف إلى كسر العلاقة بين المواطن وقيادته، وزعزعة ثقة الجنوبيين بمؤسساتهم.
وفي خضم هذه المعركة، يثبت المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، قدرته على الصمود والمضي قدمًا نحو تحقيق هدف استعادة الدولة، رغم الضغوط والمؤامرات. كما يواصل العمل على تحقيق تحسن ملموس في الجوانب الخدمية، والسعي نحو سلام عادل يضمن لشعب الجنوب حقه المشروع في تقرير مصيره وبناء دولته الفيدرالية المستقلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024