القائد جلال الربيعي... يبرز بموقف يُحسب له لا عليه ، حين يتجسد الشجاعة في الشفافية.

الحقيقة نيوز - ✍️ بقلم: فضل القطيبي

في زمن تداخلت فيه الحقائق بالشائعات، وتشابكت فيه الملفات الأمنية بالاستقطابات السياسية، يبرز القائد جلال الربيعي بموقف يُحسب له لا عليه، حين خرج ببيان مسؤول وواضح يضع النقاط على الحروف، ويعيد الاعتبار لمفهوم القيادة كموقع للمساءلة لا للامتياز.

في بيانه الأخير، قدم القائد الربيعي واجب العزاء لأهالي الضحية، مؤكداً على تضامنه الإنساني والأخلاقي مع مشاعرهم، ومطالباً في الوقت ذاته بفتح تحقيق رسمي من قبل النيابة العامة، يشمل تشريح الجثة وكشف ملابسات الحادث للرأي العام. لم يكتف بذلك، بل أعلن استعداده الكامل للمثول أمام القانون في حال ثبت أي تجاوز أو تقصير من قبله أو من قبل أي من أفراد القوات التابعة له.

إن هذا الموقف الشجاع ليس مجرد كلام عابر أو لغة علاقات عامة، بل هو ترجمة فعلية لمبدأ الشفافية التي يجب أن تسود في أي مؤسسة أمنية حديثة تحترم القانون وتحمي المجتمع. حين يخرج قائد بحجم ومكانة الربيعي ليؤكد أن "لا أحد فوق القانون"، فهو بذلك يبعث برسالة طمأنينة للمواطنين، ويفتح باب الثقة في أجهزة الدولة.

في ظل الأوضاع المعقدة التي تعيشها البلاد، ومع تفشي حملات التشويه والإثارة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن صوتاً مثل صوت القائد جلال الربيعي يبرز كصوت عقلاني ومسؤول، لا يتهرب من المسؤولية، ولا يختبئ خلف الرتب أو المواقع، بل يتقدم الصفوف مطالباً بالعدل وكشف الحقيقة.

وهنا، لا بد من الإشادة بهذا النهج الذي نأمل أن يُحتذى به من قبل جميع المسؤولين، فالمسؤول الحقيقي هو من يواجه، لا من يفرّ، ومن يطلب التحقيق، لا من يعرقله، ومن يضع القانون في موقع السيادة، لا من يتجاوزه.

إن التاريخ لا يرحم، والناس لا تنسى، والتاريخ سيكتب بأن في لحظة ارتباك وتخوين، كان هناك من قال: "أنا أول من يتحمل المسؤولية... وأنا تحت القانون".

تحية لكل صوت شجاع، وتحية خاصة للقائد جلال الربيعي الذي رفع راية الشفافية في زمن الصمت والتشويش.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024