القائد رائد الحبهي.. "أسد العمالقة" وجبل لا يهتز.

الحقيقة نيوز -  بقلم / فضل القطيبي 
الثلاثاء الموافق ١٠/ ٦/ ٢٠٢٥م

في معترك الحرب ضد الميليشيات الحوثية، برزت أسماء كثيرة، لكن القليل منها بقي محفورًا في ذاكرة الجبهات ووجدان المقاتلين. ومن بين هذه الأسماء، يتقدم الشيخ القائد العميد رائد الحبهي، قائد الفرقة الأولى عمالقة، كرمز للبسالة والصمود وأحد أبرز القادة الذين صنعوا الانتصارات الميدانية في جبهات الساحل الغربي وجنوب اليمن ، من باب المندب إلى كهبوب، مرورًا بالوازعية والمخا وكيلو 16 في الحديدة، وصولًا إلى معارك تحرير بيحان الاستراتيجية في محافظة شبوة ضمن عملية إعصار الجنوب، كان رائد الحبهي حاضرًا في الصفوف الأولى، يخطّ بجهده ودمه مسار النصر، ويتقدم رجاله بكل شجاعة وثبات.

القائد الحبهي لم يكن يومًا مجرد مسؤول عسكري يصدر الأوامر من الخطوط الخلفية، بل كان أول من يلتحق بالميدان، وآخر من يغادره ميدان المعركة. عرفه المقاتلون عن قرب، قائدًا مقدامًا، متواضعًا، صارمًا في الحق، لا يعرف التراجع ولا يقبل بالهزيمة. في كل معركة يخوضها، يحمل معه الثقة، ويمنح رجاله المعنويات العالية التي تسبق الرصاص.

محبة كبيرة يكنها له جميع أفراد وقيادات ألوية العمالقة، فقد لقّبه أبناء الحديدة بـ"الجبل" لصموده في وجه كل التحديات، بينما أطلق عليه أبناء شبوة لقب "أسد العمالقة" تعبيرًا عن شجاعته النادرة وروحه القتالية التي لا تعرف التراجع. اسمه دوّى في كل ميدان واجه فيه ميليشيات الحوثي، وتحول إلى كابوس يؤرقهم، بعدما ألحق بهم ضربات موجعة وغير مسار المعركة في أكثر من جبهة.

القائد رائد الحبهي يمثل جيلًا من القادة الذين صنعوا الفارق، ليس فقط بالسلاح، بل بالقيم والمبادئ والانضباط. في شخصيته تلتقي الحنكة العسكرية بالإيمان بعدالة القضية، وتظهر فيه هيبة المقاتل الذي اختار أن يكون في الخط الأول دفاعًا عن الدين والوطن والكرامة. هو مدرسة في الشجاعة، وقدوة لكل شاب جنوبي انخرط في صفوف العمالقة، حاملًا روحه فداءً للأرض والعقيدة.

وحين نتحدث عن ألوية العمالقة، فإننا لا نتحدث عن تشكيلات عسكرية فحسب، بل عن رجال سطّروا ملاحم بطولية قلّ نظيرها، رجال إذا مرّوا في الجبهات، مرّت معهم العزة. وفي مقدمة هؤلاء، يبرز رائد الحبهي، لا كقائد فقط، بل كعنوان للثبات والمروءة والفداء.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024