الحقيقة نيوز - بقلم / فضل القطيبي
الاربعاء الموافق ٤/ ٦/ ٢٠٢٥م
منذ أن تولى الفريق الركن محسن الداعري منصب وزير الدفاع، شهدت المؤسسة العسكرية نقلة نوعية لا يمكن تجاهلها، إذ تحولت المنشآت العسكرية التي كانت على حافة الإغلاق والتوقف التام إلى ورش عمل مفتوحة على مدار الساعة، تُستقبل فيها الدفعات العسكرية، وتُؤهل الكوادر، وتُخرّج الوحدات، وكأن الوطن يستعيد عافيته شيئاً فشيئاً، رغم ما يعانيه من حرب وصراعات وتحديات اقتصادية وأمنية.
بواقعية عسكرية وانضباط قيادي، أدار الفريق الداعري وزارة الدفاع كمن يُخوض معركة إصلاح شاملة. لم يكن التحدي بسيطًا؛ فمنشآت عسكرية أُهملت، وألوية فُككت، وكوادر تشتتت بفعل الانقسام السياسي والحرب الطويلة. لكن الرجل خاض المهمة بعقلية ميدانية، جعلت من إعادة البناء هدفًا عاجلًا لا يقبل التأجيل. وقد تمثل التحول الأبرز في إعادة تأهيل الكليات والمعسكرات التي كادت تُغلق أبوابها نهائيًا، لكنها اليوم باتت مراكز نشطة تُخرّج دفعات عسكرية على مستوى عالٍ من الكفاءة والانضباط، في وقت كانت فيه الآمال معلقة على مجرد الحفاظ على ما تبقى من هيبة المؤسسة العسكرية.
ويقول أحد الضباط في المنطقة العسكرية الرابعة: "منذ سنوات لم نشهد هذا المستوى من التنظيم والتأهيل. هناك انضباط واضح، وروح جديدة بثّها الوزير في كل من حوله". وهذا الإصرار على إعادة إحياء المؤسسة العسكرية لم يكن مجرد قرار إداري، بل كان رسالة بأن الوطن، رغم كل ما مرّ به، ما يزال قادرًا على النهوض والوقوف على قدميه. وقد نجح الوزير في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، رغم محدودية الدعم وضعف الإمكانيات.
اليوم، وفي وقت تتقاذف فيه البلاد أزمات معقدة، يبرز الفريق الركن محسن الداعري كأحد صُنّاع الأمل في مؤسسات الدولة. تحركاته الصامتة، وإنجازاته الميدانية، تؤكد أن الإرادة الوطنية الصادقة قادرة على إحداث الفرق، حتى في أحلك الظروف.