الحقيقة نيوز – عدن
تشهد العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ما تسبب في حرمان آلاف الأسر من شراء الأضاحي، وسط تدهور اقتصادي متسارع وانهيار للعملة المحلية.
وبحسب مصادر محلية، فقد تجاوزت أسعار الخراف المحلية 450 ألف ريال، بينما بلغت أسعار الأبقار أكثر من مليون ريال، ما جعل الأضحية هذا العام حلماً بعيد المنال لمعظم الأسر، في ظل غياب الرقابة على الأسواق وارتفاع تكاليف المعيشة.
وتزامنًا مع أزمة الأسعار، تشهد مدينة عدن أزمة متفاقمة في توفر الغاز المنزلي وغاز المركبات، ما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة أمام محطات التعبئة، وسط اتهامات لأطراف متنفذة بافتعال الأزمات بهدف خنق العاصمة.
في المقابل، تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي باتجاه اتخاذ إجراءات للتخفيف من معاناة المواطنين، من خلال توجيه شحنات وقود إلى عدن لتشغيل محطات الكهرباء، إلى جانب تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الأوضاع الاقتصادية.
وأكدت مصادر مطلعة أن هناك محاولات من بعض القوى السياسية لاستغلال الأوضاع المعيشية المتدهورة كورقة ضغط سياسية على المجلس الانتقالي، في حين عبّرت دوائر إقليمية ودولية عن تخوفها من تحول الجنوب إلى كيان سياسي مستقل يمتلك قراره السيادي.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التساؤلات حول مستقبل الشراكة بين الحكومة والمجلس الانتقالي، في ظل غياب دور حكومي فعّال لمواجهة الأزمة، واستمرار اتهامات بالفساد والإهمال.
ورغم الظروف الصعبة، تؤكد قيادات في المجلس الانتقالي تمسكها بخيار بناء دولة الجنوب الفيدرالية، وتحقيق تطلعات المواطنين نحو العدالة والاستقرار، وسط دعوات لتحرك عاجل يوقف التدهور ويمنع الوصول إلى كارثة إنسانية.