الحقيقة نيوز / بقلم: فضل القطيبي
لاثنين الموافق ٢/ ٦/ ٢٠٢٥م
يُعد القائد الناجح حجر الزاوية في مسيرة النهضة والتقدم، سواء على مستوى المؤسسات أو المجتمعات والدول. فالقيادة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية عظيمة تتطلب رؤية واضحة، وشخصية ملهمة، وقدرة على التأثير وصنع التغيير. فحين يكون القائد على قدر التحدي، تنهض الأمم وتتغير الأقدار.
القائد الناجح هو من يمتلك رؤية بعيدة المدى ويستطيع تحويلها إلى واقع ملموس من خلال فريق يؤمن به ويسير خلفه بثقة. هو من يعرف متى يتخذ القرار، وكيف يتعامل مع المواقف المعقدة، ومتى يتقدم الصفوف ليقود، ومتى يتراجع ليُفسح المجال لفريقه كي يتألق. لا يحكم بالسلطة فقط، بل يحكم بالعدل والضمير والشفافية، فيكسب بذلك احترام الناس قبل طاعتهم.
وما يميّز القائد الناجح عن غيره هو قدرته على تحفيز من حوله، وبث روح الحماس والانتماء فيهم. يزرع الثقة ويستمع بإصغاء، ويتعامل مع الجميع بعدل واحترام. يرى في كل تحدٍّ فرصة، وفي كل أزمة بداية جديدة. لا يقف عند حدود الممكن، بل يسعى لصناعة المستحيل بالإرادة والعمل.
في بيئة العمل، يصنع القائد الناجح من فريقه أسرة متماسكة، يعرف كيف يستثمر قدراتهم ويقودهم لتحقيق الأهداف. وفي المجتمع، يصبح رمزًا للقدوة، يطفئ نار الفتنة، ويعزز قيم التماسك والتسامح، ويقود الناس نحو الأمل.
لكن الطريق إلى القيادة الناجحة ليس مفروشًا بالورود، فهناك تحديات كثيرة، من ضغوطات الواقع، إلى مقاومة التغيير، إلى حاجة القائد الدائمة لتجديد فكره وتطوير أدواته. ومع ذلك، فإن القائد الحقيقي لا يتراجع أمام الصعاب، بل يجعل منها سلماً يرتقي به.
إننا في عالمنا العربي اليوم أحوج ما نكون إلى قادة يمتلكون هذه الصفات: قادة يحملون همَّ الناس، ويعملون لأجلهم، ويتخذون من الصدق والنزاهة والعدل منهجًا، ومن الكفاءة والشفافية أسلوبًا. هؤلاء هم من تصنع بهم المجتمعات مستقبلاً مشرقًا، ويُكتب لهم الخلود في ذاكرة شعوبهم.