الاردن - الحقيقة نيوز - قاسم الثوباني
منذ أن ارتديت الزي الكشفي لأول مرة قبل اكثر من 15 عام في محافظة المهرة ، وأنا طفل لا يزال يتلمس طريقه في الحياة، لقد أدركت أن الكشافة ليست مجرد أنشطة أو طقوس، بل أسلوب حياة، ورسالة نبيلة ترسّخت في قلبي مع كل مخيم، وكل موقف إنساني، وكل لحظة عطاء في ظل كمية التحديات التي نواجهها كل يوم .
مرّت السنوات، وكبر في داخلي ذلك العشق الصادق للعمل الإنساني ، عشق لا يعرف حدودًا، ولا يتوقف عند ظروف أو أماكن.
ومع كل تجربة، ازداد يقيني بأن الانتماء للكشافة هو أحد أجمل القرارات التي اتخذتها في حياتي عن قناعة رغم الضروف التي تجبرنا على الابتعاد عن رفاق العمل الكشفي في الوطن .
اليوم، وأنا أشارك في اللقاء الكشفي العربي للتدخل أثناء الأزمات والكوارث في الأردن، ممثلاً عن رفاقي الكشافة الأبطال في كل محافظات الوطن برفقة كشافين من ليبيا، مصر، الجزائر، فلسطين، قطر، سلطنة عُمان، لبنان، والأردن، شعرت وكأننا نعيد رسم صورة العرب الذين يجتمعون من أجل الخير، لا من أجل الفرقة والشتات .
كان اللقاء مساحة ملهمة لتبادل الخبرات، والتدرب على العمل المشترك في أوقات الطوارئ، والكوارث وبناء جسور من الثقة والأخوّة بين أبناء وطننا العربي الكبير وحيث كان ذلك اللقاء فرصه لإظهار محافظة المهرة وثقافتها وماتعرضت له من اعاصير مدمرة ابتداء من تسونامي وتشابالا وماكونو ولبان وانتهاء بإعصار تيج 2023 م الذي تشرفت بقيادة الفرق الميدانية للإنقاذ في مديرية حصوين تحت إشراف معالي محافظ محافظة المهرة الاستاذ / محمد علي ياسر حفظه الله.
ما شاهدته خلال برامج اللقاء من شجاعة، وانضباط، وروح تطوعية، أكد لي أن الكشافة كانت وستظل مدرسة حقيقية للقيادة والتضحية.
كل الشكر للأردن على كرم الاستضافة، ولكل من ساهم في إنجاح مشاركتي في هذا الحدث العربي الراقي وفي مقدمتهم القائد مشعل الداعري وجميع المشاركين في اللقاء من مختلف الحنسيات العربية .