الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط: 21 مايو محطة مفصلية في مسار التحرر الجنوبي.

الحقيقة نيوز / فضل القطيبي
الأربعاء الموافق ٢١/ ٥/ ٢٠٢٥م 

في مثل هذا اليوم من عام 1994، أطلق الرئيس علي سالم البيض بيانًا تاريخيًا أعلن فيه فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية، في خطوة جاءت نتيجة لما وصفه بخروقات مستمرة لاتفاق الوحدة واندلاع حرب اجتياح ضد الجنوب. لم يكن ذلك الإعلان مجرد ردة فعل آنية، بل تعبيرًا صريحًا عن إرادة شعب الجنوب الرافض للهيمنة والتهميش.

اليوم، وبعد واحدٍ وثلاثين عامًا من ذلك الحدث المفصلي، لا يزال 21 مايو يشكل علامة فارقة في الوعي الوطني الجنوبي، ويُعد محطة نضالية متجددة تؤكد على عدالة القضية الجنوبية، وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة من المهرة وحتى باب المندب.

لم يبقَ فك الارتباط حبيس الخطابات أو الذكريات، بل أصبح واقعًا ملموسًا يظهر في الميدان السياسي والعسكري. لقد استطاع الجنوبيون، وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن ينقلوا القضية إلى مستويات متقدمة، وأن يرسخوا حضورهم السياسي والدبلوماسي إقليميًا ودوليًا.

على الأرض، تترجم القوات المسلحة الجنوبية هذا التوجه ببسالة في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية، في الوقت الذي تعمل فيه مؤسسات المجلس الانتقالي على تعزيز البناء المؤسسي وإدارة الشأن العام في المحافظات الجنوبية.

تحل هذه الذكرى اليوم في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة، ومعها تبرز الحاجة الماسة لتوحيد الصفوف الجنوبية، والالتفاف حول القيادة السياسية للمجلس الانتقالي، كممثل لقضيتنا في المحافل الدولية، ولتحقيق الهدف المنشود: الاستقلال الكامل واستعادة دولة الجنوب بحدود ما قبل 21 مايو 1990.

إنها دعوة صادقة لكل أبناء الجنوب في الداخل والخارج، بمختلف توجهاتهم ومشاربهم، للوقوف صفًا واحدًا خلف مشروع وطني جنوبي جامع، يرسم مستقبلًا حرًا ومزدهرًا لأجيالنا القادمة.

وعد 21 مايو لم يكن يومًا شعاراتيًا، بل هو التزام تاريخي، يتجدّد كلما سقط شهيد، أو حقق الجنوب نصرًا في معركة، أو استعاد مؤسسة من مؤسسات الدولة. هذا الوعد لا يسقط بالتقادم، بل يزداد ثباتًا كلما حاولت قوى التآمر طمسه أو الالتفاف عليه.

ومع هذه الذكرى، يؤكد أبناء الجنوب مجددًا تمسكهم بحقهم المشروع، ويرفعون راية النضال السلمي والسياسي والعسكري، حتى تحقيق حلم الدولة الجنوبية الحرة، كاملة السيادة، على كامل ترابها الوطني.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الحقيقة نيوز © 2024