الحقيقة نيوز / فضل القطيبي
الاحد الموافق ١١/ ٥/ ٢٠٢٥م
الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية نعيش عليها، بل هو الهوية والكرامة، الماضي والحاضر والمستقبل. حب الوطن لا يُقاس بالكلمات، بل يُترجم إلى أفعال وسلوكيات تحافظ عليه وتدفع به نحو الاستقرار والتقدم. في ظل ما يشهده العالم من تحديات، أصبح الحفاظ على الأوطان واجبًا مقدسًا لا يقل أهمية عن أي عمل وطني آخر.
أول سبل المحافظة على الوطن تبدأ من الولاء والانتماء الصادق. عندما يشعر المواطن بأن وطنه جزء من كيانه، فإنه يسعى لحمايته والدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة، سواء عبر الكلمة أو العمل أو حتى بذل النفس إن لزم الأمر.
يأتي بعد ذلك الاحترام والالتزام بالقانون. فالقانون ليس وسيلة للردع فحسب، بل هو الإطار الذي ينظم حياة المجتمع ويضمن حقوق الجميع. الالتزام به يعكس رقي المواطن ويسهم في بناء دولة قوية يسودها النظام والعدل.
ولا يقل طلب العلم والعمل بجد وإخلاص أهمية في بناء الوطن. فالعلم هو أساس التقدم، والعمل الجاد هو ما يحرك عجلة التنمية. كل فرد منتج في مجاله يسهم في نهضة وطنه، من المعلم والطبيب إلى الجندي والمزارع.
ومن الأمور التي كثيرًا ما نغفل عنها: حماية الممتلكات العامة. فكل شارع، وكل مدرسة، وكل مرفق عام هو ملك للجميع، والحفاظ عليه يعكس مدى تحضر المواطن وحبه لوطنه.
كما أن المشاركة المجتمعية والتطوع في المبادرات الوطنية، ودعم جهود التنمية والإغاثة، تعزز من ترابط المجتمع وتخلق روح التعاون والتكافل، وهو ما يقي الوطن من التمزق والانهيار.
ولا ننسى أهمية محاربة الشائعات والأفكار المتطرفة، وذلك بنشر الوعي والتحقق من المعلومات وعدم الانجرار خلف الحملات الإعلامية التي تهدف إلى زعزعة الأمن وزرع الفتن.
وفي النهاية، فإن الدفاع عن الوطن في وجه كل خطر، سواء كان خارجيًا أو داخليًا، يبقى أسمى صور الوفاء والانتماء. فالرجال الأوفياء هم من يصونون الأرض، ويضحون من أجل أن يبقى الوطن آمنًا ومستقرًا.
فلنحافظ على أوطاننا بكل ما نملك، فالأوطان إذا ضاعت، لا تعوض.