الحقيقة نيوز - د/ احمد الشريفي
في ميادين الشرف والبطولة، حيث تُكتب ملاحم العزة وتُسطَّر أسماء الأبطال بأحرف من ذهب، يبرز العميد أحمد محمد الحارثي، قائد اللواء الخامس دفاع شبوة، كرمزٍ للشجاعة والحنكة والقيادة المتفردة. إنه أكثر من مجرد قائد عسكري؛ بل مثال يُحتذى في الإقدام والبسالة، رجل لا يعرف التراجع ولا يخشى الأخطار، يواجهها بثباتٍ وإصرارٍ قلّ نظيره.
قاد العميد الحارثي العديد من العمليات البطولية التي شكّلت محطات فارقة في مسار الدفاع عن الأرض والعرض، وكان دومًا في مقدمة الصفوف، ممسكًا بزمام المبادرة بحكمة واقتدار. لم يكن من أولئك القادة الذين يصدرون الأوامر من خلف المكاتب، بل كان مقاتلًا جسورًا يعيش مع جنوده تفاصيل المعركة لحظة بلحظة، يشاركهم المخاطر والتحديات، مما أكسبه محبة رجاله وثقتهم العميقة. وقد تميز برؤية استراتيجية نافذة، وقدرة فائقة على إدارة الأزمات وتجاوز المواقف الصعبة، محافظًا على وحدة الصف وصلابة الجبهة بكل اقتدار، ساعيًا دومًا إلى تحقيق النصر الذي يصون كرامة الوطن ويعزز صموده.
ومما يميزه أكثر هو روحه القيادية الأصيلة التي تبث الطمأنينة في نفوس مقاتليه. عرف بقربه من جنوده، يصغي إليهم، ويقف بجانبهم في السراء والضراء، ويعاملهم كإخوة في السلاح، مما جعله قدوة حقيقية ومثالًا حيًا للقائد الذي يتقدّم الصفوف ولا يختبئ خلفها.
ولم تقتصر التضحيات على شخص العميد الحارثي، بل امتدت لتشمل أسرته الكريمة التي قدمت قوافل من الشهداء، ودماءً زكية روت تراب شبوة دفاعًا عن الدين والأرض الجنوبية والحق. إنها أسرة تجسد نموذجًا وطنيًا نادرًا في الصبر والثبات والعطاء، وستظل محل تقدير واعتزاز في قلوب كل أبناء الجنوب.
تحية إجلال وتقدير لهذا القائد الفذ، الذي جسّد معاني البطولة في أبهى صورها، وأسهم في صناعة تاريخ مشرف سيخلده الوطن بكل فخر. دمت، أيها العميد أحمد محمد الحارثي، رمزًا للشجاعة والوفاء، ودرعًا يحمي الأرض ويصون الكرامة.