ذات زمن جاء إلى هنا أسد هصور ..
ذات زمن حملت رياح الأطلسي عبيرا فاتحا للبدن ..
إنه بادو الزاكي حارس مرمى منتخب المغرب في الثمانينات..
عميد الأسود ..
الحارس الذي كتب معلقة مونديالية مذهبة مزخرفة على جدار أهرامات المكسيك ..
زمن أخرس فيه هذا الحارس كبار مهاجمي العالم ..
قاد بلاده إلى الدور الثاني من مونديال 1986م بالمكسيك ..
كان أجود حارس في البطولة مع البهلوان البلجيكي جان ماري بفاف بإجماع الإجماع ..
هذا العميد المغربي كان الامتياز نفسه ..
مسح الغبار عن رفوف الأرقام الخاصة ..
فرض نفسه الاستثناء العربي لجائزة الكرة الذهبية الأفريقية ..
ظفر بها في ذات عام المونديال ..
ذات زمن ..
حط الرحال في مايوركا الإسباني ..
فتى بملامح أندلسية جاء لينقب في أطلال الأندلس عن بقعة ضوء للتاريخ ..
تألق الزاكي هناك ..
أعاد أمجاد فرسان الأجداد ..
أعاد للأذهان زمن الفتوحات ..
كان شامخا في مايوركا مثل جبل طارق الذي يطل من عليائه ليبصم عن حقبة تاريخية كانت فيها إسبانيا عربية الهوى والهوية ..
ريال مايوركا لم ينس فتوحات الزاكي ولا أمجاده الغابرة ..
منحه دفئا من مشاعر فياضة ..
أعاد إنتاج سيرته المظفرة مع الفريق ..
لتقرأ أجيال اليوم سيرة هذا الفاتح ..
بادو الزاكي الأسد المغربي في عرين الأجداد والأسلاف مرة أخرى ..
إنها الإجادة التي صنعت من هذا الحارس العظيم ذكرى جميلة لا تكل منها الإعادة ..

# محمد العولقي